• بيانات «أوبك» المطمئنة تقفز بالنفط 2 % .. فوق 62 دولارا للبرميل

    19/01/2019

    «الاقتصادية» من الرياض

    رفعت أسعار النفط مكاسبها أمس إلى أكثر من 2 في المائة، بعدما سجل خام مزيج برنت القياسي 62.88 دولار للبرميل محققا ارتفاعا بنحو 1.80 سنت، فيما بلغ سعر الخام الأمريكي 53.80 دولار، بارتفاع قدره 1.77 سنت، أو ما يعادل 3.46 في المائة.
    وبحسب "رويترز"، لقيت أسعار النفط دعما بعدما أظهر تقرير من منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أن إنتاج المنظمة هبط بشدة الشهر الماضي، ما حد من المخاوف بشأن تخمة ممتدة في المعروض.
    وقال محللون إن الأسواق المالية، بما في ذلك سوق النفط، تلقت دعما من تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكر أن واشنطن تدرس رفع الرسوم المفروضة على الواردات الصينية كليا أو جزئيا.
    ونشرت "أوبك" أمس قائمة بتخفيضات إنتاج النفط من قبل أعضائها وكبار المنتجين الآخرين لستة أشهر حتى حزيران (يونيو)، في مسعى لتعزيز الثقة بالتحرك الذي يستهدف تجنب حدوث تخمة معروض في عام 2019.
    ودعت لجنة وزارية من المنظمة والدول غير الأعضاء في بيان الدول المشاركة إلى مضاعفة جهودها في التنفيذ الكامل وفي الوقت المحدد.
    واتفقت مجموعة المنتجين المعروفة باسم "أوبك+" في كانون الأول (ديسمبر) على العودة إلى خفض الإنتاج خشية هبوط الأسعار وزيادة الإمدادات.
    وتعهدت المجموعة بخفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير)، على أن تتحمل "أوبك" حصة في الخفض قدرها 800 ألف برميل يوميا.
    ويعكس التحرك نحو الإعلان عن الحصص سعي المنتجين إلى زيادة مصداقية الاتفاق، وكشفت "أوبك" في البداية عن قليل من التفاصيل حول الكيفية التي ستعمل بها، ما حدا ببعض المصادر إلى القول "إنه لن يتم الإعلان عن الحصص".
    وأوضح محمد باركيندو الأمين العام لـ "أوبك"، الذي ظل يحث على نشر القائمة، أن قطاع النفط لا يمكنه أن يتحمل انتكاسة نزولية أخرى.
    وذكر البيان أن اللجنة المسماة لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، ستفحص تخفيضات الإنتاج كل شهر، وأكد أنها ستجتمع في باكو في أذربيجان في الثامن عشر من آذار (مارس) المقبل.
    وفي النصف الأول من عام 2019، ستخفض "أوبك" وحلفاؤها إنتاج النفط بمقدار 1.195 مليون برميل يوميا إلى 43.874 مليون برميل يوميا.
    وستجتمع مجموعة "أوبك+" بالكامل في 17 و18 نيسان (أبريل) في مدينة فيينا لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستمدد الاتفاق إلى ما بعد حزيران (يونيو) المقبل.
    من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس "إن نمو إنتاج النفط الأمريكي إلى جانب تباطؤ الاقتصاد العالمي من شأنهما وضع ضغوط نزولية على أسعار الخام في عام 2019، وهو ما يمثل تحديا لإصرار منظمة أوبك على دعم السوق عبر خفض المعروض".
    وأضافت أن "طاقة تكرير النفط العالمية من المنتظر أن ترتفع هذا العام بأسرع وتيرة مسجلة، وهو ما قد يعزز مخزونات منتجة مثل الديزل والبنزين ووقود السفن".
    وأشارت الوكالة في تقرير شهري إلى أن طاقة تكرير النفط ستزيد بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا وأن الطلب على المنتجات المكررة سيرتفع بنحو 1.1 مليون برميل يوميا.
    وأفادت الوكالة التي مقرها باريس التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية أن من غير الواضح حتى الآن ما الذي يعنيه ذلك لهوامش الأرباح التي تراجعت مع صعود سعر الخام العام الماضي.
    وألمحت الوكالة إلى أن السعودية أظهرت عزمها على رفع أسعار النفط من خلال خفضها إنتاجها من الخام قبل بدء سريان اتفاق جديد يحد من الإنتاج، فيما رفعت روسيا إنتاجها إلى مستوى قياسي.
    وشهدت أسواق النفط العالمية تقلبات في الأشهر الماضية، وفي أحدث تقاريرها الشهرية، قالت الوكالة "إن السعوديين قادوا عملية خفض الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) بعد انخفاض الأسعار أكثر من الثلث خلال شهرين فقط".
    وذكرت الوكالة أن "تجديد كبار المنتجين أخيرا التزامهم خفض الإنتاج والبيانات يظهران أن الكلمات تحولت إلى أفعال".
    وأظهرت البيانات أن عديدا من الدول الأعضاء في "أوبك" زادت إنتاجها الشهر الماضي، فقد زادت روسيا إنتاجها من الخام في كانون الأول (ديسمبر) إلى مستوى قياسي جديد يقترب من 11.5 مليون برميل يوميا، ومن غير الواضح متى ستخفضه والكمية التي ستخفضها.
    من جهة أخرى، ارتفع الإنتاج الأمريكي بشكل كبير فاق التوقعات العام الماضي، ما زاد من الإمدادات، بينما ظهرت مخاوف بشأن الطلب مع تدهور الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين في النصف الثاني من العام الماضي.
    وذكرت الوكالة أن الولايات المتحدة زادت إنتاجها بمقدار 2.1 مليون برميل يوميا العام الماضي، وهو "أعلى مستوى يُسجل على الإطلاق" في النمو السنوي.
    وأدت طفرة إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة إلى إعادة رسم خريطة سياسات الطاقة العالمية، إذ إن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد بشكل كبير على الواردات النفطية حتى إنها استأنفت التصدير.
    وترى الوكالة أن "الولايات المتحدة التي هي بالفعل أكبر مزود بالسوائل، ستعزز قيادتها بأن تصبح المنتج رقم واحد في العالم للنفط الخام في 2019".
    وأبقت الوكالة على توقعاتها بنمو النفط عالميا في 2019 دون تغيير بزيادة 1.4 مليون برميل يوميا، معتبرة "تأثير ارتفاع أسعار النفط في 2018 يتلاشى، وهو ما سيساعد على التعويض عن تباطؤ النمو الاقتصادي"، وتحدثت عن مؤشرات تدل على أن إعادة التوازن في سوق النفط سيكون تدريجيا.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية